من محاكم عشائر عرب الصقر في القرن الماضي
(واقة حقيقية)
يكتبه: علي فلاح الملاحي-عرب الصقر-اربد-الأردن
عمل ع.ب وعلى عادة معظم المهن عند عشائر عرب
الصقر راعيا لقطيع (شلية) من الأغنام، والقطيع يضم زهاء 400 رأسم من النعاج ،
بينها عادة ما يكون حتى اربع كباش فحولة ، ومرياع رئيسي ، والمرياع اكبر الكابش
حجما وزهوا وتزيينا.
اعتاد احد كباش القطيع ان يغافل ع.ب ، وينسل
الى قطعان الأغنام المجاورة في المراعي ، وفي كل مرة يذهب ع.ب ويعيد الكبش الى
قطيعه، واحيانا يرده برمي الحجارة امامه ، فيعود الكبش الى قطيعه بالقوة، وفي مرة
من المرات انسل نفس الكبش الى قطيع آخر فلاحقه ع.ب رميا بالحجارة ، فأصابته منقولة
، برأسه فسقط صريعا لشهواته ونزواته الجامحة ، والمنقولة لمن لا يعرف المنقولة هي
الحجر الكبير الذي يملأ الكف وربما يزيد.
عاد ع.ب بقطيعه الى صاحب الحلال واخبره
بالواقعة ، فاستشاط غضبا ، وقام ، وقعد ، وضرب الكف بالكف ، وطالبه بدفع قيمته ،
والقيمة ستكون خصما من أجره ، فالكبش ما ان يصل الى هذه المرحلة ، يمر بوقت طويل
مع التدريب ، وتكلفته ربما تعادل خمسة رؤوس من النعاج او اكثر.
رفض ع.ب طلب صاحب الحلال واتفقوا على التوجه
الى القضاء ، ليحكم بينهم بالعدل ، فذهب صاحب الحلال الى اثنان من قضاة عشائر
الصقر هما : فارع باير القظام وتوهان ورور الزبيدي ، وذهب ع.ب الى قاض آخر من قضاة
الصقر هو: فلاح ابو دامس، وفي اليوم
الموعود لجلسة الإستنطاق ، حضر الجميع ، وطلب القضاة من صاحب الحلال ان يدلي بحجته
"هات حجتك" ، ثم طلب من ع.ب كذلك.
قدم القاضيان فارع باير القظام وتوهان ورور
الزبيدي عليهما القاضي فلاح ابو دامس ، فانطلق بالقول: لا يتحمل الراعي قتل الكبش العايب او النعجة
الخرابة ، ان ترددت افعالهما ، ولا يطالب بالتعويض عنهما ، وما فعله ع.ب لا يتعدى
الحدود المتعارف عليها بين احكام القضاء العشائري ، فالتزم الآخران الصمت بما نطق
به فلاح ابو دامس اقرارا بالحكم ، فاستشاط
صاحب القطيع غضبا مستنكرا حكم فلاح ابو دامس متهما له بانه يجهل القضاء ، ومع ذلك
كسب ع.ب القضية. وكتبه: علي فلاح الملاحي- اربد- الأردن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق